تستعيد الملاعب الأوروبية حمى المنافسات الملتهبة بعد غياب طال قرابة الشهرين عندما يسعى عددٌ من الأندية الأوروبية العريقة لاجتياز الدور التمهيدي الثالث المؤهل إلى الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي تعد الأبرز في العالم على صعيد الأندية.
ويشهد الدور التمهيدي الثالث - الذي تقام مباريات الذهاب منه يومي الثلاثاء 12-8-2008 والأربعاء 13-8-2008 - تواجداً كثيفاً لفرقٍ من العيار الثقيل كبرشلونة الإسباني وآرسنال وليفربول الإنكليزيين وشالكه الألماني، إلى جانب يوفنتوس الإيطالي الذي يتطلع للعودة إلى مصافي النخبة الأوروبية بعد العقوبات التي تعرض لها على خلفية فضيحة الـ "كالتشيوبولي" وتسببت في ابتعاده عن المنافسات الأوروبية لموسمين.
وكان مانشستر يونايتد الانكليزي توج بطلاً للنسخة الماضية بعد تعادله مع مواطنه تشلسي في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، ثم تغلبه على الـ "بلوز" بركلات الترجيح 6-5 في موسكو.
وتجمع أبرز مواجهات الدور التمهيدي الثالث بين شالكه الألماني واتلتيكو مدريد الإسباني، والتي تخيم عليها ظلال فوز منتخب إسبانيا على نظيره الألماني 1-صفر في نهائي "يورور 2008" التي أقيمت في سويسرا والنمسا في يونيو الماضي، إذ يسعى شالكه لرد اعتبار الكرة الألمانية أمام منافستها الإسبانية.
وكان شالكه بلغ الدور ربع النهائي للبطولة الموسم الماضي، في حين لم يشارك اتلتيكو مدريد في هذه المسابقة منذ موسم 1996-1997.
من جانبه لن يواجه برشلونة بقيادة مدربه الجديد النجم الدولي السابق جوزيب غوارديولا الذي خلف الهولندي فرانك رايكارد صعوبة كبيرة في هذا الدور عندما يواجه فيسلا كراكوف البولندي، حيث تمكن الفريق الكتالوني من الوصول إلى الدور نصف النهائي من النسخة الماضية، قبل أن يصطدم بعقبة مانشستر يونايتد الذي تعادله معه صفر-صفر ذهاباً قبل أن يخسر صفر-1 إياباً.
ولن تكون مهمة آرسنال الإنكليزي أسهل من مهمة برشلونة الذي خطف منه لقب البطولة قبل عامين، عندما يلتقي تونتي انشكيده الهولندي المشترك في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على جاره آياكس امستردام في مباراة تصفية ليحجز مكانه في الدور التمهيدي الثالث بقيادة مدرب منتخب انكلترا السابق ستيف ماكلارين.
ويسعى آرسنال الذي يقوده المدرب الفرنسي المحنك آرسين فينغر للابتعاد في هذه البطولة التي ما يزال يبحث عن لقبها، والتي بلغ الدور ربع النهائي منها الموسم الماضي قبل أن يخسر أمام مواطنه ليفربول بتعادله مع 1-1 ذهاباً، وخسارته 2-4 إياباً.
أما فريق يوفنتوس الإيطالي الباحث عن استعادة مجده الأوروبي، فقد وضعته القرعة في مهمة سهلة أمام فريق ارتميديا براتيسلافا السلوفاكي.
ويسعى يوفنتوس الذي حلّ ثالثاً في ترتيب الدوري الإيطالي الموسم الماضي بعد عودته التاريخية من الدرجة الثانية، إلى تخطي عقبة ارتميديا ومواصلة المشوار إلى مراحل متقدمة من البطولة التي فاز بلقبها عامي 1985 - بقيادة الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني - و1996، حيث يمنّي النفس في تجاوز السنوات العجاف التي عانى فيها من تبعات تورط إدراته السابقة في فضائح تلاعب، في القضية التي هزّت أركان الكرة الإيطالية صيف 2006 وعرفت بـ "الكالتشيوبولي".
أما ليفربول الإنكليزي الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة قبل الماضية وخسرها أمام ميلان الإيطالي 1-2، فسيكون بدوره مرشحاً فوق العادة لتخطي ستاندارد لياج بطل بلجيكا.
تجدر الإشارة إلى أن المتأهل من هذا الدور سيشارك في قرعة الدور الأول للمسابقة، والمقرر إقامتها في إمارة موناكو الفرنسية يوم 28 من الشهر الجاري.